بعنوان الغريبان بقلم الشاعر اكرم عبد الكريم ونوس
الغَــريـــــبـان ------------- أَفَــلا تَـذكُــرُ .. أَيَّــامَ تـلاقـيــنا حَـبـيــبـي . قُربَ سَفحٍ .. سُندُسيِّ الوَشيِ وَردِيٍّ قَشيبِ . وَدَّعتهُ الشَّمسُ .. وانسابتْ.. إلى خِدرِ المَغيبِ . حَولنا الأَفنانُ والأطيارُ تَشدو .. وَحمامُ الدَّوحِ.. يُشجيهِ غِناءُ العَندليبِ . وَمَغانٍ عَطَّرتْ أَرجاءَها .. بِأَريجِ الحبِّ أَنفاسُ مَهاها . جَنَّةٌ فيها اللآلي .. وَقطوفٌ مِن جُمانٍ وَدراري .. ماؤُها السَّلسلُ .. والمٍسكُ ثَراها . وَعناقيدُ الدَّوالي ,, مُغنِياتٌ عَن مَصابيحِ دُجاها . والفَراشاتُ سُكارى.. من رَحيقٍ وطيوبِ . وَكلانا آثَرَ الصَّمتَ .. شَجيَّاً بِأَحاديثِ القُلوبِ . إِنَّما الدُّنيــا كَحَسناءَ لَعــــوبِ . كُلُّ ما فيها يَبابْ . كَنزُها .. جَوهَرُها .. ياقوتُها .. تاجُ بَهاها .. كُلُّهُ كانَ سَراب . ظَنَّهُ الظَّمآنُ ماءً .. بَينَ تَلٍّ وَكثيبِ . بَهَرتنا بِثُريَّاتِ المَغاني .. خَدعَتنا بِشُعاعاتِ الأَماني .. فَـإذا نَحـنُ غَـريــبـــانِ .. وَآهٍ لِلـغَــريـــبِ , بيننا المنفى .. وبَحرٌ مِن هُمومٍ .. ورُكـامٌ مـن كُـروبِ كَأْسَ غِسلينٍ وَزُقُّومٍ .. سَقانا الدَّهرُ في لَيلِ الخُطوبِ . أَتُرانا ما شَهدناهُ يَقينا .. أَم تُرانا لَم نَزَلْ غَرقى .. بِكابوسٍ رَهيبِ . كَم مَشَينا فَوقَ أَشواكٍ .. وَجَمرٍ وَلَهيـبِ ونَسينا قَسوةَ الآلامِ .. حَتَّى لَم نَعدْ نُعنى .. بِأَوجاعِ الدُّروبِ . فَكما العاشقُ .. يَكسوهُ رداءٌ من شُحوبِ . وَكما يَخبو شُعاعُ الشَّمسٍ .. إِبَّانَ الغُروبِ . هكذا قلبي .. بَراهُ الوَجدُ من هجرٍ حَبيبي فَحذارِي .. يا شَقيقَ الرُّوحِ من دَهرٍ خَلوبِ شِعر أَكرم عبدالكريم ونُّوس سوريا ------------------ قَشيب: جميل الخلوب: المخادع
تعليقات
إرسال تعليق