بعنوان غياب ينتهي قريبآ بقلم الشاعر قدري المصلح

 لا تتمادى أَبْجَدِيَّتُك وأعرف ثرثارة جدا ولا شيء يسمى كما تسميه الحب كلمة بلا معنى وقلت: أحب يا أمي وقالت: قطعنا شوطا كبيرا في التمدن وأصبحنا نحسد النوافذ والأبواب والشوارع والمحطات والحافلات ولم نصل وأخاف ألا تسافر وإذا سافرت تعود ولا تصل ولست ثرثاراً أبجديتي من كلمتين الحياة لأجلك وإذا انتهت لأجلك وتعلمت كل شيء ونسيت كل شيء تعلمته ولكني لم أنسى أنكِ الأجمل رافقت زقاق المدن وصاحبت نوافذ الحافلات والمدارس والجامعات والكليات ومداخل الطرق واعرف موعدكِ ومتى أجدك لكن أعجب دائما من أمي لماذا تضحك؟ وصارت ضحكتها كأنها شبح على النوافذ والأبواب. وتكفيني تماماً لأني أعيش بهذه الكلمة لا غيرها أحبكِ العبوا أمامَه على سقف البيت يشعرُ بالرحيل والسيّدةُ الأم لا تختلف عن أمي تعرف متى يكون المنديل على رأس ابنتها ولكني أعرف جيدا من بسمتكِ معنى كل هذا الاحتجاج الباطن منكِ ونحن من في صدورنا الشتاء بعد الحادية عشرة ليلا كأن المطر يكفي كي أرى وجهكِ وافعل ما أشاء وليت الصيف والعام الذي مضى لم يأتي الصيف أخذ شتائي اَلدَّافِئ. صدرُهُ المُشتعِل بالصّيف الآن حرمنا الحادية عشرة ليلا. لِأَنْهَك مُقِيمَة في الخارِج! تَرْقُصِينَ وتُصفّقين وكأن تلك القطعة الخشبية بيدكِ ساعة وقت عِندَها حفلةُ لقاء وبسمة احتجاج كأنها انتقام من أمي وامكِ لا تفهمها أمكِ جيدا ومُشكلةُ من كانت تحب في بلادنا لا تملك مفتاح باب حديد كي تغلقه بوجوه الحراس أولهم أمك. طيلَةَ يوم الجُمعة أشتاق إلى ساعات الفجر والمساء طيلةَ يوم الجُمعة اشتاقُ إلى هدوء السّبت ورحيل من يدعي بأنه يملك بعهر مفتاح الباب. كأنَّ الظلام لا يكفي ها هم يُغطُّونَ أمرهم لكِ بالعودة وصدقيني كما أعرف جيدا لم تعودي وما تزالين من أحب واحتج على أمرهم ويعلمون وكأنهم لا يسمعون أو يشاهدون كل ما قمنا بتمثيله لكن للكلمة حد ولا أتجاوز المعنى أَهِيَ في الدّاخل أهي في الخارج؟ هذه أسئلتي أنا لا أعرف. ولكني من كثرة مراقبتي لكِ أعرف أوقاتك جيدا ولكني أضعت وقتي ومن أجلكِ لا قيمة للوقت عندي بابُ السقف مثل ساعة القيامة ولكن النافذة كأنها جنة بعد صلاة السنين وأدعية رافقت صبرا لا ينتهي ترى متى تأتي ساعة فيها أرى وجهكِ يطل كأنه مطر عاد من نافذتكِ؟ مسكينٌ زجاج النافذة تحجُبُ المناظرَ عن عينيهِ، دائماً، زحمةُ من تسمى الأم والأب حبكِ أخذ وقتي وسرق أسمي وحير من يعرفني وكل من حولي لكِنّهُ يبدو نجمة أنظر إليها من نافِذة هكذا تتحدّثُ النوافذ عن النجوم لأنك بينها نجمة. لم ينسيني حبكِ أسمي ولا أصلي وإذا نسيت كل هذا فأنا أرى بأنه أجمل من سيرة عابر لم يعرف ما معنى الكلمة إذا كانت بلا حد وإذا رسمت صورة نافذتكِ ومثلما ولدت يوما أموت يوما لكنني بحبكِ أعيش. نسيت العيب وأصبحت حرا ونمت على قارعةِ الطّريق عرفت الآن، الآن فقط أن حبي لكِ فعل المستحيل وما يزال يفعل ولكني لا أخاف أن أموت يوما وأنا أرسم نافذتكِ فكثير بلا نعمةَ أن يكونَ لهم وطن وأنا أعيش بوطن. حتّى لو كان الوطن حلما في وجه باب مغلق ونافذة لا تُفتح ولكنكِ . . . . وطن . الديوان : لقاء مع الشاعرة فدوى طوقان . القصيدة : غياب ينتهي قريبا . للشاعر : قدري المصلح الصورة تعبيرية ، وهي للممثلة التركية ايلينا سولاكير .


تعليقات