نبض المساء بقلم الكاتب محمد العويني
نبض المساء عندما تغادر الشمس السماء ويلتحف الكون بالسواد رداء و يختفي القمر وراء السحب الدكناء ينتفض نبضي ويزيد العناء و يتأجج اللهيب في كبدي حتى تفوح رائحة الشواء ويشتد الشوق و الحنين ويهتز قلبي بين ضلوعي كما يهتز في بطن أمه الجنين وتتسارع دقاته عازفة لحنا شجيا حزينا مالك يا نبضي ألفت الشجن و طوعا دخلت السجن سجن أقفلت أبوابه طول الزمن ألا تريد أن تعزف لحن الحياة و تزهو و تمرح مع الساهرين فإن هواك الذي تبكيه غادر و أصبح من الغائبين و هجر كما يهجر الدم الشرايين وخلف نزيفا و ألما و أنينا وركب قطار الهاربين و أصبح في عداد المفقودين و لا أظنه من العائدين فانزع رداء الحزن وحلق في الفضاء مع الفراشات و الحساسين و إلا ستبقى للأبد من المساكين وانتصر لنفسك وكن لها أمينا وكفاك حنيناً وبكاء وصافح الأنفة و الكبرياء وارفع هامتك للسماء فالحياة لا تبتسم للضعفاء و لمن عشق الدموع و الانحناء محمد العويني
تعليقات
إرسال تعليق