قولا لها سالني الهوى من تهوى يا فتى بقلم الكاتب محمد العويني

 قولوا لها سألني الهوى من تهوى يا فتى فأجبت دون تردد من الأعماق أقولها أحبها وأغار عليها حتى من النسيم ومن لمسة يدي قولوا لها أن في قلبي حريقا عجز رجال المطافئ على اخماد ناره والنيران تأكل ذاك المبنى الشاهق الذي شيد من الحجر العتيق قولوا لها أن دخان الحريق ملأ الصدر والروح ستنفجر من الضيق قولوا لها أني غريق أتخبط في بركة من الشوق والندم والحنين ولم اهتد إلى الطريق قولوا لها أني كل ليلة أسهر في محراب حبها لا أعرف النوم العميق يأخذني النعاس على نبرات صوتها وعلى عذب شذاها استفيق اعلموها أني ما زلت على العهد وما عدت ذلك الطفل الصغير اعلموها أني تعلمت الحب وتعلمت الحكمة وحسن التدبير قولوا لها أني ماعدت ذلك العصفور الطائش تأخذه الرياح فيطير تعلمت أن أحط على زهرة واحدة معها يرتبط المصير قولوا لها أني زرت عدة أمصار وطوفت بي المقادير فما وجدت أرحب من صدرها ولا أجمل من وجهها البدر المنير اعلموها بأني عدت لأرتمي من جديد في حضنها كالطفل الصغير طامعا في حلمها نضع اليد في اليد واهديها حبا ناعما كالحرير إني غريق.... غريق.... غريق في بحر الهوى والقلب بنار الشوق اكتوى وأنت بيدك الدواء وكلمة من شفتيك ترسل الشفاء يا أنبل وأرق من أنجبت حواء بقلمي محمد العويني


تعليقات