العشاء الآخير بقلم الكاتب د. خالد فريطاس

 العشاء الأخير يستأذن بلادي وأنا الموؤوذ بين ضفتين متناظرتين وينثر على عصمة المقامات شيئا شكله استقلال أم اضمحلال أم إستحلال ومتكرر مشهد يأوي إلينا كي يتلاشى الرمز الحافي ويعيد رحلة الشتاء على خصر صيف تراه مصفرا هشيم مستقبل في الماضي أنهى مسلسل طاقته وطوابير تأكل كتفها على بوابات الزمن عوالم في بلادي متوازية ومنتهى جبري يحفر أخدودا على بعد أبعاد تجر أبعادها وهنا طبعا في بلادي يركب الحمام عتمة الغراب ويصفق الجليد على جدار الجليد ويتهيئ الفرجار لفض بكارة كهف الرقيم العشاء الأخير يلتهم بلادي بلا تحلية ولا مخللات فحين أينعت محطات التجلي إسترقها الشفق وأوصد الليل وانتهى ماكان قد بدى للعيان كانفصال عن الأفعوان طبعا بلادي إقتفت أثر رسل لا شريعة لهم وأوهموها أن القمر حين يكتمل ينزل ليتجلى القديم العشاء الأخير يستحم بلعاب بلادي ويصنع طريق الحرير على أفئدة الموتى يحاول تلميع برج سحرته الريح ذات هبوب وكلنا نتذوق مستقبل ماضينا بدون مستقبلات على حويصلات متعتنا وننحني خلسة عن سراج ضعيف التردد في ليل بهيم وفي آخر ملعقة لعشائي يضطهدني ملح بلا يود على أعتاب اللسان وأنا المعتوه منذ ذهاب غرابتي مع الذئاب أنا أحاول تأجيل رقصات المطر لأن الركح تلبسته بعض الظلال الكسيحه لأن ماقالوه لنا لن يكفينا لنستوعب تسارع الورد على مضمار الجمان لأن الجزائر اشتعلت شيبا وذاك التاريخ المسجى عجوز عقيم العشاء الأخير يسرف في إعتاق المعالق لترتاح على هوامش القصاع ومن كانوا خارج نهج البلاغة عادوا وسكنوا الصواع والصاع وأنا خارج وعيي أطارد ظلي واثق الخطى بين الفلقة والرشيم الدكتور خالد فريطاس


تعليقات