كانت تخرج منذ الصباح الباكر بقلم د . صفاء شوفان / عشتار الشام

 كانت تخرج منذ الصباح الباكر لتجمع رزقها المنثور في دروب المشقة بحرقة دم و تسارع متناوب الوتيرة. لتعمل بلا هوادة حتى حمأة عين الظهيرة.. كئيب هذا الضغط الحراري المتواجد في المكان يجعلها تتصبب عرقا وتتأفف استمرارية".. لكنها مجبرة .فحتى لو كانت كبيرة بلا حدود... فهي محدودة الحرية . .هي مجبرة . حقا مجبرة . .ستستمر في هذا العمل الشاق والمتعب .ستبذل كل مابوسع تركيزها لتؤدي بدقة... فلا مجال للخطأ هنا ... تتصبب عرقا و وتبعثر النفس زفير التعب المرير هكذا يكون التعامل مع ماهو خطير . يتثاءب العرق على قسمات جبينها لاتجد فرصة لمسحه دوما" .أيام قاسية أيام تموز وآب. وخاصة مع غياب الكهرباء.. بعد طول غياب ..تعود أدراجها وكأنها لم تغادرها . .لا أحد يعبأ بما مر بها. وكأنها كان في نزهة. نزهتها الوحيدة ما وفرت من مال يضمن لها شيئا" من الأمان الذي تبحث عنه .. المال الذي في حوزتها يمسح شيئا من اللارضى. .. لاشيء جديد بعد هذه المعارك وكأنها لم تبذل مايستحق لعبارة. الله يعطيك العافية .. .حسنا... الكل يترصد غلة هذا التعب تأوي حين يحل الظلام لسريرها . فتسمع موسيقا مزعجة جدا . مقلقة و موترة. إنها طنين البعوضة التي تتأهب هي الأخرى لامتصاص دمها ليلا. . كما فعل قبلها كل من كان حولها نهارا. ... د.صفاء شوفان عشتار الشام


تعليقات