غولة العام الجديد بقلم الكاتب عبد العزيز عميمر

 غولة العام الجديد : _تحت الغطاء يرتعش من الخوف،ليس بسبب البرد،رغم برودة الجوّ في تلك اللّيلة الشتويّة، ما سمعه من الجدّة أرعبه وجعله يضمّ جسمه فتكوّر،وأصبحت ركبتاه قريبة لذقنه،الحكاية أرعبته، ودّ لوخلق بدون أرجل أحسن ،فالغولة ستزورهم اللّيلة بدون شكّ، يتأمل أصابعه،فهي جائعة جدا،كل رأس عام تأتي لمراقبة الأطفال وسماع بكائهم وتعاقبهم اشدّ العقاب على البكاء،والتمرّد على الأمّ،إنّه يتحسّس ويراقب ويتسمّع أيّ حركة،وخاصّة أن المصابيح أطفئت ،فهو يرى الخيال على الجدران، فم مفتوح كبير ،لا شكّ أكيد هو فمها ويدنو أكثر ويلتصق بالجدار،على الأقلّ يحمي ظهره،يشعر بالحرارة ،جبينه يقطر عرقا،يرغب في نزع الغطاء عن وجهه ،يكاد يختنق ضاق صدره،ليس له الكميّة الكافية من الهواء،لكنه يخاف ماذا لو قطع أنفه !؟ الساعة تدور وتدور،ويسمع شخير إخوته،هم في النعيم ! والغولة مسلّطة عليه هو فقط! ماذا لو أكلت أصابعه حسب تأكيدات الجدّة،إنّه العام الجديد،وفي رأس السنة تنزل الغولة من الجبال وتخرج من مغارتها وتقصد أكل الأطفال ،فطعامهم لذيذ وطريّ ويتعبها اللحم اليابس،لكن لحم الأطفال تبغيه،تقطع كل تلك المسافات من أجل الأطفال.ات _رغم تناوله أحسن والذّ طعام في تلك اللّيلة بمناسبة العام الجديد،عام العرب والسنة الفلاحية،لقد التهم فخذ دجاجة كبيرة ،مع التمر والمرق ،والشخشوخة،وزاد كثرة الحلويات ،انتفخت بطنه ،لوجاءت الغولة فليس في وسعه الجري،فبطنه يغلبه،شكوة كبيرة منتفخة حدّ التخمة، لا يأكلون اللّحم إلابالمناسبات،لذلك لم يفرّط في فرصته والتهم،والتهم،حدٌ الحنجرة،لكن الغولة أفسدت كلّ شيء،بقي طيلة الليل ينتظر خائفا! قلقا ! وتعجّب لنوم الكلّ! إلا هو ،عيناه مفتوحتان وكانّه تناول برميل قهوة. _ينهض ويصبح: ماما! ماما!ممممم الغولة! أصابعي ! أصابعي ! تريد أكلي،فمها مفتوح،،اجر ! أجر امي! _سمعت الأمّ صياح ولدها وبكائه،فجرت متلهفة خوفا عليه،ضمّته لصدرها،لا تخف أنا هنا أنا مع صغيري! سأقتل الغولة،هاهي قد هربت ! لا تخف أصابعك لم تمسسها،هي بخير ! انظر!. _ابتسم والدمع يسيل على خدّيه،ثم استسلم لنوم عميق ،للتعب والقلق ،آه لوكان الأكل بدون غولة،، ايه ذكريات جميلة في أكلها،ومرعبة في غولتها . _ الكاتب الجزائري عبدالعزيز عميمر


تعليقات