في حضرة الجمال بقلم الكاتب مازن سعيد العلي
في حضرة الجمال جلبت مصباحا وشمعة في صحن من الفضة هذه الحياة مترعة زاخرة بكل شيء حركة أضواء ضجيج وأصوات اغاني في تلك الزاوية يجلس حاوي يتمايل مع مزماره يراقص كوبرا وهي تنظر له مبتسم ذاك الحاوي لكنه لو دخل عقل تلك الكوبرا لتوقف عن الابتسام لست بحاوي ولا افهم لغة الأفاعي لكن المشهد شدني فمكثت برهة من بعيد سمعت تصفيق خطواتي تابعت الصوت يا للجمال راقصة بثوب مزركش ترقص رقصة اسبانية ضحكت في سري عجبا انا لا اعرف الرقص الاسباني ربما ما تراكم في ذاكرة الذات من التلفاز سألتني نفسي اين كنت ضاع المكان وغابت كل الوجوه فقط انا وذاتي في ريعان الرجولة اقف امام مرآة في صفحتها طفل يرقص ضحكت من جديد انا لا اعرف الرقص هل امسك يدي او أمسكت يده هي مرآة او طفولتي لمست جبيني الحمدلله لا توجد آثار حمى عضضت ابهامي تالمت الحمد لله انا لا احلم لكن ذلك زاد خوفي من هذا القابع خلف إطار المرآة يمسك بزمام رقصاتي اني أتذكره أتذكر أرجوحة العيد والحلوى ارتعدت نفسي نعم نعم عرفته بكت عيني عندما عانقني اعترف لكم انها طفولتي الضائعة مسح دموعي بكفه الصغيرة بنظراته طلب مني أن ارقص معه رقصنا ورقصنا في آخر النهار ركبنا تلك الارجوحة فالنهار لاطفال العيد غفوت ولأول مرة أغفو صحوت على لمساتك قالت لي وهي تبتسم كم هو جميل هذيانك لم اعتد على الهذيان او البوح لم اعتد الا العمل شعرت اني الوم نفسي قالت كنت تغني تلك الأغنية هل تستطيع تذكرها عينيّ تلاحق عينيها الخجلة بعد طول صمت قلت في حضرة الجمال تختفي الكلمات تمت الكاتب مازن سعيد العلي
تعليقات
إرسال تعليق