ماذا بقي بقلم الكاتبة المبدعة د . صفاء شوفان
ماذا بقي....؟؟؟ بقي فقط؛ أن أتعلم حفر الحائط بذاك المثقب المرعب. نعم خطوات قليلة تفصلني عن الإستغناء الكامل عن العالمين ..غدا" سأحضر تلك الآلة المرعبة صوتا"، وسأحفر في الحائط ثقوبا" كبيرة لأعلق الساعة و حمالة الستائر ، و علاقة المنشفة،...و...و... سأختم عما قريب الإكتفاء الذاتي، وأستأصل كل ذرة احتياج... نعم أحتاج ان أكتفي .لاشيء يستعصي على الإرادة إن أرادت ذلك .فصممت واستمرت . .أشعر أحيانا"أني ضعيفة.. أتسول حفنة من شجاعة ممن لا يملكون ذرة عطاء. قد تكون طلباتنا احيانا" بسيطة جدا"..لكن يحاول الآخرون تعسير تحقيقها و تعذيبنا .إنهم يبتزون احتياجاتنا البسيطة جدا" بلا سبب مقنع . لذلك ولنكون أسوياء احتياجا".علينا أن نختم دساتير خبرات الحياة ودواوين الشقاء النابت من عرق الجبين ..كم يعجبني- لا بل يريحني بيتي الجديد المتواضع الذي أنجزته في هذه السنين ..إنه كأحد أبنائي ..لا .. ليس تماما .إنه كابني البار الملاك الذي كنت أتمنى إنجابه .. فإنجابنا لا نجباء فيه احيانا".. . منذ ماتت أختي وأنا لم أعد كما كنت . .لقد أصبحت لامبالية بالمألوف ..فكل شي مألوف إلا الرحيل إلى العالم الآخر..إنه رحيل بلا موعد.. بلا إذن.. بلا جواز سفر ..بلا حقائب.رحيل بلا أمل .. سيكون مفيدا" ان أتجسس قليلا" على منابع سكينتي المختبئة خلف صمود لايشبه الصمود . إنه اختلال نفسي روحاني يترنح على أعتاب التخاطر، يومىء للعقل بمداخلة خاطفة تعيده فيها للحظيرة.. ولكن تبقى الحسرة سيدة الموقف. فمنذ أن غادرت أنفاس صدرها .وأنا اتنفس حسرة مريرة بنكهة واخزة يصعب وصفها؛ تخترق الأنا لتلغي وجودها ... لاتكترثوا بعد الآن لأي شيء . ..فكل شيء بقضاء... وسيقضى علينا جميعا يوما" ما .. رزقنا الله حسن الخاتمة.. د.صفاء شوفان عشتار الشام 13\11\2021
تعليقات
إرسال تعليق