الكتابة بأبجدية ثنائية الترقيم بقلم الكاتب سامي يعقوب .

 الكِتَابَةُ بِأَبْجَدِيَّةٍ ثُنَائِيَةِ التَرقِيْم . صَبَاحُ الخَيْرِ سَيِّدَتِي . يَا وَطَنَا بِامْرَأَةٍ ، عُشْتُ الحَيَاةَ إِلَيْكِ ، و مِنْكِ ، أُحِبُكِ أَنْتِ ، و أَحْيَا فِيْكِ الحَيَاةَ مِرَارَا ... كُلُّ حَيَاةٍ كَمَا أَلفُ عَصْرٍ فِيْهِ أَلفُ عُمْرٍ ، تَسْكُبِيْنَ فِيَّ دَاخِلَ صَمْتِيَ شَوقِي إِلَيْكِ ، مِن عَيْنَيْكِ أَعِيْشُكِ فِيْكِ اللَحْظَةَ عُمْرَاً ، بَل أَعْمَارَا ... وَ إِمَّا احْتَجْتِ هُنَاكَ لَدَيْكِ إِلى بَعْضَ دِفْءٍ ، سَأُشْعلُ فِيَّ ، و فِي دِمَايَ أَنْتِ ، وَ مِن عَيْنَيْكِ ، و فِي عَيْنَيْكِ أَتَوَقَدُ نَارَا ... لِقَدَاسَةِ ( الأَنْتِ - الكَيْفَ - الكَم ) سَوْفَ أَعِيْشُكُ مَقْصِدَ رُوحِي ، و َ دَومَاً بِكُلِّ الجِهَاتِ مَزَارَا ... و بَرِيْقُ عَوَالِمِ هَذَا السِحْرِ فِي نَاظِرَيْكِ ، لِضَيَاعِ ذَاتِيَ ظَلَامَاً كَثِيْفَاً فِي دُجَى عُمْقِيَ ، سَكَنْتِيْهِ فَفَاضَ و بَيْنَ يَدَيْكِ فَاضَ انْفِجَارَا ... و مُدْمِعَا أَنْهَارَا ... ضَاءَ عَمَائِيَ عَلَى وَجْنَتَيْكِ ، مُوجِعَاً و مُوْجَعَاً إِبْصَارَا ... مَع قُبْلَةٍ حَرَّى رَسَمَتْهُمَا شَفَتَيْكِ ، هَمَسَ القَمَرُ قُبَيْلَ نُضُوجِ الفَجْرِ بَدْرَاً يَسْتَجْدِيكِ اسْتِنَارَا ... و الصَيْفُ كَمَا هِيَ جَمِيْعُ الفُصُولُ تُغَنِيْكِ قَصِيْدَاً ، نَسِيْمُ لَيْلِهِ يَعْزِفُ ؛ نُخَاعِيَ الشَوكِيِّ أَوتَارَا ... و لَمَّا أَبْحَرْتُ خَرِيْفَا ذَاهِلَاً فِي لَوْنِ عَيْنَيْكِ ، عَصَفَت رِيَاحُ شَوقِي إِليْكِ كَسَرَت شِرَاعِي ، لِأَغْرَقَ مَوْتَاً لِمَوجِي يَحْيَا فِيْكِ يُجِيْدُ إِبْحَارَا ... زَرَعْتُكِ سُنْبُلَةً فِي عَمِيْقِ الرُوحِ أَنْثُرُكُ رَبِيْعَاً ، فَنَبَتِّ نَرْجِسَةً مَع شَقَائِقِ النُعْمَانِ فِي دَمِي ، و بُرْعُمَاً رَيَّانَ مِنَّا بِسِرِّهِ ، تَشَقَقَ فِيْنَا أَزْهَارَا ... و الشِتَاءُ دَاكِنٌ بِسَحَابَةٍ مُثْقَلَةً بِمَا تَحْمِل ، فَابْرِقِي طَرْفَكِ نَحٌوَهَا ، يَرْتَعِدُ الرَعْدُ فِيْنَا ، تَنْهَمِرِيْنَ - فِي رُوحِيَ العَطْشَى لَن تَرتَوي مِنْكِ - أَمْطَارَا ... و ابْرِقِي طَرْفَكِ قَاتِلَاً نَحْوِي يُشَظِيْنِي ، يَقْتُلُنِي ثُمَّ يُعِيْدُ تَكْوِيْنِي ، و يُحْيِيْنِي فِيْكِ إِعْصَارَاً ... جِدَاً أُحِبُكِ يَا قِبْلَةَ رُوْحِيَ أَنْتِ ، أَيْنَمَا كُنْتِ ، دُمْتِ و دَامَ الصَبَاحُ وَضَّاءٌ ، بِمَشَاعِلِ السِحْرِ فِي عَيْنَيْكِ ، عَلَى وَجْنَتَيْكِ ، بِطَعْمِ اللَّونِ عَلَى شَفَتَيْكِ ، يُضِيْءُ لَيْلَتِيَ هَذِهِ طَالَت تَنْتَظِرُ النَهَارَا ... سامي يعقوب .


تعليقات