حوار المدن السجينة بقلم الكاتب باسل سعيد العلي

 حوار المدن السجينة+ باسل سعيد العلي يقتلني ظل المدن السجينة حين لا سبيل أمامي إلا لسماع نشيجها فأسمع دمشق تقول متباهية من خلف سياج الحرير وهي تذر القمح في باحات الأموي حتى تطير الحمامات إلى أعشاشها بزاد وفير أنا لمسة أنثى فوق وجه بردى.. وأسمع المدن حتى حدود الرافدين تجاوبها وتطرز اسمها على غرة الخيل من أيام الجاهلية وحتى قيام الساعة وأنتِ اليوم مثلنا حبيسة حتى لو كبلوكي بالذهب حبيسة فتعالي نشق طرقات السماء القديمة ونمشي في عرضها بدون حذاء تجاوبهم زينة المدن كلنا ننام مثل ظل غريب لا سرير له ولا وطن لا يتذكر أحد ولا يشتاق إلى أحد لا نستطيع المشي إلى الغد ولا نعرف كيف نعود إلى الأمس نغوص في المستنقع حتى الركب فتحني كل المدن رؤوسها وتُقطعُ أوتار كمنجاتها تُحرقُ أعوادها في مواقد الموت والدمار تسأل المدن كل الوجوه من قتل وجه الحضارة وزين وجوه الحياة في حوارينا بالخوف والموت والذل والهوان؟ فتقف دمشق.. وترمي فستانها على وجوه المدن تغطيها بالياسمين وبالبنفسج الحزين من سواد ليل التاريخ الحديث فينقص الليل رويداً رويداً من أحلام كل المدن وننام أنا ودمشق بدون أحلام..


تعليقات