ذيل السمكة بقلم الكاتب والقاص عبد العزيز عميمر

 فلاش سيكولوجي ح 13* _ ___ ( ذيل السمكة )....... * كثير من الأفعال نقوم بها يوميا،وتتكرر فيصبح هذا السلوك عادة،لا تتطلب كثيرا من الجهد والتفكير وتكون عفوية أوتوماتكية، نقوم بها بدون عناء ونعرف فائدتها ولزوم القيام بها،لكن هناك سلوك، نقوم ولا نعرف مغزاه !وهذا السلوك شائع، في تراثنا ،في حفلات الأعراس مثلا : البس كذا! اسبق بالرجل اليمنى! ارم الماء،ضع الزبدة على عتبة الباب)،لا تفتح المطرية في الدار! حذار كسر المرآة! ،،،،. "لو استطعنا أن نرجع للتاريخ لوجدنا السبب لهذه الأفعال الغريبة،لا شك أنها حصلت مع فرد أو جماعة،فإذا جاءت بألم حرمت،على بقية الأفراد حتى الذين لم يعاينوا ذلك الموقف،أو لم يزدادوا بعد،لكن فرض عليهم ذلك السلوك ويجهلون السبب ويتم التوريث بهذه الطريقة، وإذا حدثت لذة بعد السلوك ،فإنه يصبح محببا ومرغوبا ،ويدفع الناس للإتيان به ،رغم جهلهم للسبب،إنها عملية ارتباط واقتران شيئ بحدث معين. ( علم النفس،) * في هذا الباب بالضبط ،هذه حكاية تبين أكثر وتشرح ماذكرت: * طالبة تدرس علم الاجتماع وتهتم بالموروث الثقافي والعادات والتقاليد،التقت بصديقتها التي دعتها لتناول وجبة فطور عندها ،وستحضر لها سمكة كبيرة وهي تجيد فن الطبخ، كانت طالبة علم الاجتماع مهتمة بكيفية تحضير صديقتها للأكل ،لكن استغربت سلوكا قامت به صديقتها وهو أنها قطعت كامل ذيل السمكة وظهرت السمكة،وكانها نصف سمكة فقط،نظرا لبتر جزء كبير منها،كان الأكل لذيذا جدا،وشكرت طالبة علم الاجتماع صديقتها ،وأثنت على مهاراتها لكن وجهت لها سؤالا حيرها ولم تجد له جوابا. * لماذا قطعت جزءا كبيرا من ذيل السمكة؟ فقالت صديقتها: لا أعرف لقد وجدت أمي تفعل ذلك ! فقلدتها،فسألوا الأم فقالت : إنها جدتك كانت تقطع كل الذيل ففعلت مثلها فهتفوا للجدة ،التي مازالت على قيد الحياة ، سألوها: ضحكت كثيرا وقالت أمن أجل هذه تسألونني؟ نعم كنت أفعل ذلك لأن المقلاة كانت صغيرة والسمكة كانت أكبر منها فاضطرت لقطع جزء كبير من الذيل،حتى تدخل السمكة في المقلاة وتساويها بالطول ،ولا يقطر الزيت . عبد العزيز عميمر. كاتب وقاص من الجزائر


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسات جمالية بقلم الكاتب والشاعر جمال خليل جابر

ساحرة العينين بقلم الكاتب معن حمد عريج

بعنوان من يعيدني طفلآ بقلم الكاتب مروان منير الحوت