إلى ولدي بقلم الكاتب زهير الهمامي

 إلى ولدي لا أريدك أن تولد على فراش العدد يا فلذة كبدي... ستكبر قبل أوانك و تعلم ...من أحرق السنابل ضع على جبين الأيام أكاليل زيتون... و اعتصر رحيق القنابل في راحتيك تنبت براعم تهتف باسم الوطن... و إياك أن تضل طريقك في رحلتك إليك... ستكون حافيا من كل ذكرى و من رماد السنين ستوقد شعلة الأمل... و ترتق فجوات جرحنا و تجعل بينك و بين الطيبين جسر خبز ...و ملح... قد نلتقي في ذاكرة المكان سأشكرك كثيرا يا قرة عيني حين تتفرغ للحياة ... غادر إطارك و الحلم دثارك و في أهداب الصمت خبئ صهيل ألمك... و في صقيع الذاكرة اطو مرارتك و حاجتك... أصابعي ثملة مخضبة بأقاحي السكينة... من براثن العدم تنتشلك... و بيد من وجع ... و منديل شوقي المعتق لوحت اليك... ما أجملك... يا فرحة عمري المكلل أشتاقك قبل أن أودعك خلف مسافات حزني أعتصر شفاه قلمي... لأنثر على بساط اللغة أن يومي و غدي لن يعتدل إلا بك... لن تكون مشردا على رصيف البؤس أنت الذي نلت العقوبة منذ ولادتك... فوطنك الحاني الرؤوم بعد أن كان ملاذك بات في أزقة الفراغ سبب قهرك و ألمك... زهير الهمامي تونس


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسات جمالية بقلم الكاتب والشاعر جمال خليل جابر

ساحرة العينين بقلم الكاتب معن حمد عريج

بعنوان من يعيدني طفلآ بقلم الكاتب مروان منير الحوت