زهير الهمامي
على شفا حرف يستنشق دخان سيجارة معتقة....سيجارة لفافتها من خواء السنين و ضجيج الذاكرة...قاطعا جبالا شاهقة من النسيان...و في صقيع الذاكرة يبحث عن حفنة من دفئها...وفي رواق ضيق من جليد الروح يجالس فكرة...فكرة ابتلت بحنين حرقة الحنين...يحاول عبور الضباب بحثا عن قمر نسي بعض ضيائه...هو الذي لطالما كان مولعا بمطاردة الأفكار الراسخة في عقله...غيمة سوداء تمطره و تزداد حجما كلما على نفسه انطوى...هو الذي عبرته سآمة البلل حين غشي جسده ...و هذا الليل لايزال ليلا أكثر من اللازم...أتراه ينتمي لهؤلاء الذين يسكنون أوطان غيرهم...عشاق اللعنة و أبناء اللامكان و مدمني الوهم و القهوة و السجائر....كيف وهذا الزمن بطيء جدا لمن ينتظر ...أبدي لأولئك المتمردين الهاربين من ذواتهم المريدين....يقتعد مرفقا مهزوما يتشرب الكلمات في حرف مسائي المداد...هذا العمر سخي الحزن وقد انفصم ميزان الشغف ...و رياح الليل تؤدي أغنية عطوف بكرم الهبوب...نمارس أرواحنا و تمارسنا حد الترف لنتلاشى في ديجور الحياة...لا محيد عن رجفة الترقب حتى و إن استدفأنا عمرا كاملا...هي الحقيقة التي تسترخي على أطراف همس صيوف الأمان...وعلى ذلك الشاطئ القديم صهوة الحروف تناثرت على أطراف الوداع...و باتت خطواتنا الجذلى تقاسم الاخر صدى الطريق...زمن استوت فيه الأسافل و الأعالي فطابت منادمة المنايا...زمن مهرول في شتاته،في مكانه منكمش على نتوءات سؤال...هو الذي أتقن العزف على ناي يتيم تلفحه طقوس أوجاع ...مابال السيجارة وقد تلونت باصفرار اللحظة و اعتيادية الجنون...ترى كيف نكون؟ هل لنا أن نلامس جراحنا بقلم دون أن يصادفنا الألم مرة أخرى ...بؤساء نحن في بلاط اللغة نبتهل حمقا في محراب الكلمات...ياااا للذاكرة وقد أورقت و العبرات منسية...دعنا لا نخون ذواتنا مرتين ...دعنا لا نخون ذواتنا مرتين...دعنا لا نخون ذواتنا مرتين.... زهير الهمامي
تعليقات
إرسال تعليق