فتح سجل العتاب بقلم الكاتب عبد العزيز عميمر
* فتح سجل العتاب ! _ فتاتي،فتحت جرحا،طالما أخفيته،ظننت بمرور الوقت أني قد نسيته،ومفتاحه قد رميته ! حتى لا تفتح خزانة وجداني ،ويأتي مؤشر حبك، في رسالة على جناح طير،ويأخذني فوق السحاب،والفؤاد يهتز تيها وابتهاجا، أقرأها والباب مغلق حتى لا يتفطن أحد لجريمتي !أنا ! تحبني فتاتي!؟ وبقدر فرحتي،بقدر ارتعاد بوصلتي،أيه! ايه! أيها الطير المتأخر،لقد بعت زورق حبي منذ زمان،ورميت المجداف، ونسيت السباحة، واخاف البحر! وربطت قلبي في قفص الحيوان،يدور في فضاء مغلق،كان زمان ! وتأخرت الرسالة! رغم أنها مكتوبة قبل تاريخ ميلادي ،وطابع البريد شاهد على ذلك،معناه أخفيت الرسالة وهربت! وقمت أحرق الحروف خوف الاحتفاظ بها ،حتى لا أفضح،ومثلي لا يذاع له سر،ولهيب الحروف عزيزة علي،لكن أحرقتها فحريتي محدودة،ومجال المراوغة ضيق في الزمن والمكان،حرقت الحروف وأحرقت نفسي معها ،ورايت رماد قلبي يتلاشى فتخطفه الريح قبل سقوط رماد الحروف! آه ليتني ما احرقتها،اهي تحبني! ولم تلق آخر غيري!؟ فهمت الآن فقط لماذا كان يحمر وجهها ويتدفق الدم إليه،كانت تحبني! كم هو جميل! لكن صددتها،ورددتها رغما عني ،دست على فؤادي وأدميته،كانت ساعة ابتهاج لم اكن أحلم بها! لكن لا اريدها،بريدها تأخر ،وتماطل الموزع في الإتيان به،وفي وقت المتأخر،صارت ،وصارت احداث،وحرث الحقل ونمت السنابل،بأي حق أحطم حباتها!؟ لكن أحرقت الرسالة! ليتني احتفظت بها حتى اذكر نفسي بأنها أحبتني في الوقت الضائع، ولي معجبة،أيعجب الناس بي!؟ وخاصة من امرأة!معناه أنا موجود على وجه الأرض،ولي صفات أنكرها الكثيرون،لكن اعجبتها هي! وربما الكثيرات! من يدري! كنت اظن اني ممقوت ومكروه،فأنا عصامي،لا أتذكر كلمة حنان ،ولا حب ،ولا عاطفة،آه كم هو صعب ان لا تنتمي لأحد عاطفيا،كورقة شجرة مرمية على الأرض لا تعرف الشجرة التي انتزعت منها!ولا يبكي على تأخرك وغيابك أحد! ولا يتلهف على انتظارك غير الظلام ! تحضر! تغيب فأنت غير موجود! كم هو صعب يدمي القلب حين لا يراك ولا يلتفت إليك،وانت قريب منهم،لكن لست في بؤرة انتباههم! أنا تعيس،منذ صغري،اعتمدت على نفسي،اشتاق أن يقدم لي طعام أو شراب،او أرى ملابسي مكوية! كل شيئ أحضره بنفسي وخاصة اكلي ،حتى صرت أنافس الطهاة واتحداهم،أظن فعلا أن الناس لا يرونني،ولا يشاركون نبضي،ولا يقيمون لي وزنا ! _عشت وحيدا وأموت وحيدا ،ولا أظن أن أحد سيبكي علي،لاني تعلمت ان لا أمد يدي أبدا للناس،ولوكانت مفاتيح مال قارون بأيديهم! هكذا تربيت!هكذا عشت،حتى ظن الناس أني خلقت بلا دموع،ولا عاطفة،وإن وجدت فهي من مطاط،اما دمي فهو ازرق،ولا يصلح للتبرع به،يخافه الناس من العدوى،فمرموا كيسه. _لكن من يوم الرسالة،شعرت بوجودي وبقلبي ينبض كبندول الساعة،ينبض فرحا وشبابا،فأنا صغير وقلبي هو لطفل لا يتجاوز السادسة من العمر،آه لماذا أحرقت الرسالة؟ لكن لوتركتها فأين اخبئها أخاف أن يعرف الناس أن هناك فتاة أحبتني،وانا مشطوب من القائمة،وسأتعرض للسجن أو غرامة ماليه،فمثلي لا يحب،ولا يكون محبوبا في نظرهم،وهذا قانون في حقي أنا ،أنا فقط ! فقط . _كم مددت يدي،،،! وكم جذبت يدي حتى طالت عن حدها وصرت أخفيها حتى لا يتعجب الناس! كم أكلوا حناني وقضوا مصالحهم، كم جروا قلمي للدفاع عنهم ،ولو كانت دموعهم ،دموع تماسيح البركة،سلخت يدي حتى بأن عظما ولم يجدوا شيئا للاكل،فصاروا يقطعون من رصيف لآخر خوف ملاقاتي،وذنبي أن حناني غير مربوط،يفيض كنهر جارف وخاصة عند رؤية مسكين،أومتمسكن! أرى قضيته قضيتي،واقحم نفسي وجسمي ووجداني وأقوم بالإنقاذ،على حساب صحتي،ومع ذلك شطبوا اسمي من الحب ومن رفع عيني لرؤية حاجبي،منعوا عني الهواء الفطري. _آه لو احتفظت بالرسالة ولم احرقها،لكن خفت من الفضيحة ومن قانونهم،على الأقل اذكر نفسي،من حين لآخر،أن هناك امرأة جميلة هتف قلبها صوبي وأحبتني،لكن منعت ،جاءت متأخرة،وفات الأوان، ووضعت الأغلال،وتعودت أن لا أهرب ولو بدون أغلال فأنا مبرمج كحيوان حديقة الحيوان حتى إن فتحت له الباب لا يخرج،لانه ولد في القفص،وبرمج نفسه على عدم الخروج لانه لا يستطيع. * الكاتب. الجزائري عبدالعزيز عميمر
تعليقات
إرسال تعليق