بعنوان قلبك صخرة للكاتب عبد العزيز عميمر

 _قلبك صخرة! _قالوا: قلبك صخرة بركان لا تتفتت! ولا تعرف رقة،ولاعبرة تنساب! من أنت؟ ومن اين لك هذا السواد؟ قلت: صدقتم فقلبي بما وصفتم ذاب وانصهر في جوف بركان صاح بأعلى صمته،وهو يرتجف لهول الحمم وما قذفت! فمزقت صرخته رهبة العتمة أما عني،فإني الفقير، الذي يسكب ماله ، فيتفرع في سواقي الخير أما سوادي فهدية ملك الغربان أنا لا استعير دموع التماسيح ودمعي لا يفهمه إلا قارئ الوجه وعالم فراسة ،يتقن شغله فظاهر الدمع للصبيان وباطنه للصابرين إذا جرحت أصرخ صامتا لأتحاشى نظرة الشامتين ويقال عني صخرة وما عرف أن الصخرة تبكي عندما يتشقق منها الماء ويخرج في جوفها غصن يبحث عن الحب، فيهرب منه النبات فيفضل صخرته اليابسة مادامت تعطيه الحياة ولا يختلط بالتربة فنداها يفسد استقامته والدلال عنه ممنوع خلقت لأنتعل الصبار ووسادتي شوكها حرير وطعامي ضرع معزاتي وكسرة شعير مثلجة أنتم الصخور ،بأنانيتكم ونرجسيتكم متعالية تظنون الخلود ! والدهر يبتسم على التفاهة عشت مرفوع الرأس بصخرتي، ونعمت بظل كرامتي وعشتم في مياهكم الراكدة فما حركها ريح ،ولا حنين ! ومسككم تغلق من أجله الأنوف خوف الصرع،او الجنون ! كم احب صخرتي ،حينما يدفئها حضني فأراها نابضة تطفح حليبا وترونها صخرة سوداء يحرسها غراب أسود تخافون نعيقه المشؤوم ! الكاتب الجزائري عبدالعزيز عميمر.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسات جمالية بقلم الكاتب والشاعر جمال خليل جابر

ساحرة العينين بقلم الكاتب معن حمد عريج

بعنوان من يعيدني طفلآ بقلم الكاتب مروان منير الحوت