تسير روحي إلى دروب الشام الحالكة بقلم الكاتبة عاشقة الأدب
🌸 تسير روحي إلى دروب الشام الحالكة.. تبحث عن قناديل المساء وسهرات الأحبة .. عن أضواء قاسيون تلمع من بعيد، وعن بهجة العيد ورائحة الكعك اللذيذ وأغاني الأمهات وضحكات الأطفال، تبحث عن الاراجيح التي كانت تزين الحارات فتهتز طربا على صوت الاهازيج في العيد .. تسير روحي ظامئة هناك ، باحثة عن ذكريات ثمينة.. عن رائحة الفل والنعناع في حارتي وبيتي الدمشقي الجميل.. عن أمي واخوتي والرفاق وعن صورة ابي الراحل وقد اتى من عمله ضاحكا ليشطف باحة الدار ويسقي شجر التين والجارنك والتفاح والليمون .. وعن حبات المطر التي كانت تتساقط بفرح فتفوح رائحة الأرض والحجارة والعشب الندي ، تبحث عن الحب الذي سكن الازقة والحارات والبيوت والقلوب.. وعن شتلات الورد والنارنج والريحان ورائحة الغار .. عن الوجوه المستبشىرة في رمضان وعن تهليلات و تكبيرات أيام العيد .. تبحث عن اهل الحارة الذين غابوا ما بين مفقود ومعتقل ومغترب ومدفون وتعود روحي ساهمة حزينة تعود من غربة الوطن الحبيب لغربة المنفى البعيد تعود وفيها فيض من حنين ونبض من رائحة الأرض الظامئة للحب والدفء والسلام والنور .. تعود باكية محملة ببقايا صور الأحبة، وأنين الذكريات ووجع السنين، تعود وقد اغتسلت بمياه المطر الدمشقي الحزين.. وتسائل نفسها طول الطريق أين الوطن؟ أين الحارات والازقة ؟ أين الاهل والجيران والخلان؟ واين ساحات العيد؟ كيف أصبحت الدروب في وطني موحشة مقفرة، وغطت الصحراء أرض الياسمين كيف تحولت مياه بردى انهارا من دموع ؟ بل كيف تحولت الدماء في العروق إلى ماء؟ وتعود روحي متعبة شاحبة حزينة تجلس قليلا كي ترتاح وقد فاق ألمها كل الحدود و تتذكر ماقرأت عن الشام في شعر نزار و تردد ماقاله درويش : لا أَعودُ من الشام حياً ولا ميتاً .. بل سحاباً يخفِّفُ عبءَ الفراشة عن روح
ي الشاردةْ ✍️ عاشقة الأدب
تعليقات
إرسال تعليق