أصحو فأجد نفسي نائمة فوق الأريكة بقلم الكاتبة د . صفاء شوفان

 أصحو فأجد نفسي نائمة فوق الأريكة؛ لقد أدركت تماما" أني أصبحت عجوزا" بما يكفي إذ أكبو نعاسا وأنا جالسة ؛ كفرخ دجاج يقف في ضوء الشمس. ..تماما تماما كما كانت تغفو جدتي العجوز.. كنا نضحك كلما أمالت جدتي رأسها نعسا" . كل يوم أمر بقرب المقبرة التي تضم أحبائي ..لم أعد بصراحة أهتم لهيبة القبور ..بات شيئا عاديا .أكرره يوميا لمرات عدة ..فدوما" أكون مستعجلة أفكر بما ينتظرني ذهابا. وبمن ينتظرني إيابا. ... منشغلة عن الوجود بهموم تتقافز في المدارك .. لا أهتم عادة لوجوه المارة. .. أتذكر أيام مراهقتي وحبي الدفين ل داساييف حارس مرمى المنتخب الروسي. وأتذكر صديقتي المهووسة ب لاعب التنس إيفان ليندل .. لا أتذكر اسمها بالضبط أتذكر رسم حروف اسمه في دفاترها تخطيطا وتمجيدا . المراهقة فترة الجنون والسذاجة . حيث لاتبرير. ولاتفكير ولا مبالاة بأي شيء خطير.. لا أعرف لماذا أتذكر هذه الترهات... لكن بعض الأمور تتواجد دون أن نسمح لها بالدخول. يبدو أنني سأغفو مجددا كجدتي العجوز على الأريكة الوردية وكأن الدهر أكل علي وشرب.. هكذا هي الحياة مع بقايا امرأة تمر يوميا قرب المقبرة .. د.صفاء شوفان عشتار الشام


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسات جمالية بقلم الكاتب والشاعر جمال خليل جابر

ساحرة العينين بقلم الكاتب معن حمد عريج

بعنوان من يعيدني طفلآ بقلم الكاتب مروان منير الحوت